أسعار الذهب مهيأة لتحقيق مكاسب إضافية حيث تستفيد من التوترات الجيوسياسية المتزايدة. في البيئة الحالية، يواصل الذهب الارتفاع، محققًا مستويات جديدة وتجاوزًا لمختلف العقبات.
يتجه المستثمرون بشكل متزايد إلى الذهب كأصل ملاذ آمن، مدفوعين بمخاوف من تصاعد الحرب التجارية. يأتي الدعم الإضافي لأسعار الذهب من التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة والعوائد المنخفضة المستمرة لسندات الخزانة الأمريكية.
بعد انخفاض طفيف يوم الخميس، 6 فبراير، استعاد الذهب زخمه الإيجابي وظل قريبًا من ذروته التاريخية يوم الجمعة، 7 فبراير. في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصل الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 2,882 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بعدم اليقين المحيط بسياسات التعريفة الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يوم الجمعة، 7 فبراير، كان الذهب يتداول عند 2,861 دولارًا، محاولًا الارتفاع أكثر.
العوامل الجيوسياسية والاقتصادية الداعمة للذهب
التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب المخاوف بشأن العواقب السلبية المحتملة لسياسات ترامب التجارية العدوانية، تزيد من الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب. هذا الطلب دفع أسعار الذهب إلى الاقتراب من مستويات قياسية، مكتسبة زخمًا قبل تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة (NFP).
توقعات السوق بأن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في عام 2025 تبقي عوائد سندات الخزانة الأمريكية عند مستويات منخفضة. ومع ذلك، بدلاً من جذب مشترين كبار للدولار، قدمت هذه البيئة ذات العوائد المنخفضة دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب. انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له منذ 12 ديسمبر 2024، وسط توقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ خفضين في أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2025. هذا الشعور يظل مواتيًا للذهب.
التوقعات الفنية: الذهب (XAU/USD)
تشير الرسوم البيانية الفنية إلى أن الارتداد الأخير خلال الليل والزيادة اللاحقة في الأسعار تؤكد على النظرة الصعودية قصيرة الأجل للذهب. ومع ذلك، يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى أن السوق في حالة شراء مفرط قليلاً، مما ينصح المتداولين الصاعدين بتوخي الحذر. يوصي الخبراء بالانتظار لفترة من التماسك قصير الأجل قبل توقع استمرار الاتجاه الصعودي.
وفقًا للرسوم البيانية الفنية، فإن المنطقة الأفقية عند $2855، إلى جانب أدنى مستوى خلال الليل بالقرب من $2834، ستعمل كدعم قصير الأجل للذهب. تحت هذا المستوى، يعتبر النطاق $2815-$2714 أيضًا منطقة رئيسية يجب مراقبتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن علامة $2800 تعتبر مهمة؛ حيث أن اختراقها قد يؤدي إلى بيع تقني. في مثل هذا السيناريو، قد يتراجع زوج XAU/USD إلى نقطة اختراق المقاومة عند $2773-$2772. يتزامن هذا المستوى مع أدنى مستوى أسبوعي، وقد يؤدي اختراق قوي إلى تصحيح أكثر أهمية.
Citi Research ترفع توقعاتها لأسعار الذهب لعام 2025
في ظل الظروف السوقية الحالية، قامت Citi Research بتحسين توقعاتها لأسعار الذهب على المدى القصير والمتوسط لعام 2025، مشيرة إلى الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية المرتبطة بإدارة ترامب. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت مشتريات البنوك المركزية من الذهب في التوقعات المعدلة.
في تقريرهم الأخير، رفع محللو Citi توقعاتهم لسعر الذهب لمدة ثلاثة أشهر من $2,800 إلى $3,000 للأونصة. وبالنسبة لعام 2025، يتوقع المحللون أن يصل الذهب إلى $2,900 للأونصة.
"يبدو أنه تحت إدارة ترامب 2.0، سيكتسب سوق الذهب الصاعد زخماً مع دفع الحروب التجارية وعدم اليقين الجيوسياسي لمزيد من تنويع الاحتياطيات والتخلص من الدولار. بالإضافة إلى ذلك، تدعم هذه العوامل الطلب على الذهب في القطاع الرسمي عبر الأسواق الناشئة،" أكدت Citi Research.
بيانات الوظائف الأمريكية قد تؤثر على الطلب على الذهب والدولار
ينتظر المشاركون في السوق صدور تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) في الولايات المتحدة. تشير التوقعات الأولية إلى إضافة 170,000 وظيفة في يناير، بانخفاض عن 256,000 في الشهر السابق. في الوقت نفسه، من المتوقع أن يظل معدل البطالة حول 4.1%. هذه الأرقام حاسمة في تشكيل توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي والتأثير على كل من الطلب على الدولار وديناميكيات أسعار الذهب.
كما يؤثر الصراع التجاري المستمر بشكل كبير على أسعار الذهب. هذا الأسبوع، فرض الرئيس السابق ترامب تعريفة إضافية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية. وفي المقابل، قامت الصين بسرعة بفرض تعريفات انتقامية على الواردات الأمريكية، مما أعاد إشعال الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. قدمت بكين تعريفات على سلع أمريكية محددة، مما يشير إلى مرحلة جديدة في الصراع التجاري، مما يدعم بشكل أكبر ارتفاع أسعار الذهب.